موانع وتحديات كي يُصْبح العالم العربي "أمة شركات ناشئة" بقلم: محمود عرفات سكيك - محمود يدون
الثلاثاء, أبريل 8 2025

Header Ads

موانع وتحديات كي يُصْبح العالم العربي "أمة شركات ناشئة" بقلم: محمود عرفات سكيك


أهم موانع وتحديات الشركات الناشئة

 برغم الحراك المارثوني الذي تقوم به مؤسسات الاحتضان للأفكار والمشروعات الناشئة ورعايتها وجهود بعض مؤسسات التعليم، إلا أن هناك موانع تجعل كل هذا الحراك والجهود الضخمة التي تُبذل في هذا المجال دون جدوى أو أثر إيجابي، بل هناك كثير من الممارسات تزيد من الأمر سوءً وسلبية، ولعلّ من أهم هذه الموانع:

أولاً: مؤسسات الاحتضان

حقاً هي أحد وأكبر الموانع ذات الأثر السلبي، والتي تُحِد من إنتاج أفكار وشركات ناشئة؛ وذلك بسبب تركيزها على استقطاب الدعم والتمويل لمصالح وامتيازات خاصة فيها، وإطلاقهم لضجة إعلاميه ضخمة دون وجود أثر حقيقي، "وكأنهم يقومون بحملة ضخمة لمطعم كبير وعندما تدخله لن تجد سوى حب رز واحدة!"، وغياب النزاهة والشفافية في اختيار الأفكار والمشروعات الناشئة، وتركيز مؤسسات الاحتضان على السمعة والشهرة على حساب الإبداع الحقيقي. 

ثانياً: غياب حاضنة مركزية ترعى وتراقب مؤسسات الاحتضان

إن غياب الحاضنة الأم يجعل من الأمر سهلاً لمؤسسات الاحتضان العمل ضمن معايير ورؤى خاصها بها تُنافي جوهر عمليات الإبداع، فهناك الكثير من الأفكار والمشروعات الناشئة تحصل على تمويل من مؤسسات احتضان عديدة دون تقدمٍ ملموس في الفكرة أو الشركة الناشئة؛ مما يُحد الفرص للأفكار والمشروعات الناشئة الأخرى، بالإضافة لغياب الرقابة على مصادر التمويل ونفقاته على المشروعات الناشئة والأفكار الريادية.

ثالثاً: الهدف أو الدافع للأفكار والمشروعات الناشئة

هناك نسبة مرتفعة من أصحاب الأفكار والشركات الناشئة هدفه الأساسي الربح – هذا مطلوب –لكنهم متجاهلين الهدف الأسمى وهو ضرورة أن تكون أفكارهم ومشروعاتهم الناشئة تُلبي الحاجات الأساسية للمجتمع وأن تضيف قيمة مضافة ملموسة، وبناء نسيج مجتمعي وتقديم خدمات أفضل للمجتمع، مما يجعل مشروعاتهم رائدة في مجالها محلياً وعالمياً، والفكر السائد لدى الشركات الناشئة هو اعتبار الشركة وسيلة للترويج للمنتجات بدلاً من اعتبار المنتجات وسيلة للترويج للشركة.

رابعاً: جودة التعليم الأساسي والأكاديمي

يتحدد في ثلاثة أمور رئيسية وهي: الكادر البشري، والمنهاج، وقناعات الإدارة. فلو نظرنا للكادر البشري للهيئة التدريسية في التعليم الأساسي نجده لا يمتلك الحد الأدنى من المعارف لريادة الأعمال، وغياب الدور الفاعل والمهم الذي يجب أن يقوم به الكادر الإداري في إحداث واستقطاب الطرق والأساليب الجديدة في التدريس بدلاً من الاعتماد على التلقين والاستظهار في التعليم المدرسي وفي كثير من الجامعات؛ لذا فإن مستقبل هذه المشروعات الناشئة يعتمد على كفاءة الكادر الأكاديمي ومدى تعليمنا لشعبنا الشباب كيف يتخرج وينشئ شركات. 

خامساً: غياب دور الحكومة

لا يخفى على أحدٍ منّا حجم الأعباء المُلقاه على كاهل الحكومة وجُل مهامها مُكرس لتسيير الحياة اليومية للمواطن، بالإضافة للتحدي الاقتصادي الذي يوحد العالم العربي وهو "البركان المتفجر" فحوالي ما يزيد عن 70% من سكانه دون عُمر "25" عام، مما يتطلب ضرورة توفير  80 مليون وظيفة لهم مع بداية عام 2020، مع عدم القدرة في إخماد هذا البركان أو الحد من نيرانه؛ نتيجة لأهداف وأجندات خاصة بالحكومات!

سادساً: الحريات الاقتصادية والمالية

لا يوجد هناك أثر واضح أو أدنى جهود تُبذل من قبل وزارتي الاقتصاد والمالية لدعم المشروعات الناشئة على أقل تقدير إعفاءها من الضرائب لعددٍ من السنوات.

سابعاً: الحدود

يُعد السد المنيع الذي تواجهه الأفكار الإبداعية والمشرعات الناشئة وكذلك الشباب؛ نظراً "لنظرية المؤامرة" العالقة في أذهان الحكام والملوك، وجهودها المبذولة في فرض سيطرتها على الحدود، وانخفاض حرية الحركة بين أقطار الدول العربية خلافاً لحال الدول الأوروبية، بالإضافة لسياسات الحكومات وهي السبب الرئيس في الحد من استيعاب الطاقات البشرية، كالإمارات مثلاً تقوم الحكومة بسحب جنسية المواطنة حال تزوجت من رجل أجنبي.

ثامناً: فقر البحوث الأكاديمية للقيمة الحقيقة

إن صحّ لنا القول هناك تخلف في "الإنتاج البحثي" ذو الأثر وهذا واضح وملموس لاهتمام بالغ من أصحاب البحوث وهو الحصول على الترقيات وتحسين الوضع الوظيفي والمكانة المجتمعية لهم.

تاسعاً: انخفاض الوعي الثقافي وتدني درجات "القراءة" والتي تصل تحت الصفر

إنَّ عدد الكتب المترجمة "للعربية" سنوياً في الدول العربية مجتمعة يساوي "خُمس" عدد الكتب المترجمة "لليونانية" في اليونان وحدها! ...

عاشراً: انعكاس أزمات الحكومة على الأفراد

الأزمات التي تواجهها الحكومات، جعل الأمر ميسِّراً ومشجعاً لطرد العقول والأكاديميين المتخصصين، وهجرة الكفاءات.

اترك تعليقاً

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.